شاعت في زمن ما صيحة بين الناس تنادي باستعمال عسل النحل علاجا لمرض السكر , وذهبوا في تبرير هذه النصيحة مذاهب شتى حتى أنها لقيت أذنا صاغية من البعض , بالرغم من خلوها من أي مضمونعلمي صحيح .
واعتمادا على جداول تحليل الغذاء المعتمدة في الأوساط العالمية و المعاهد العلمية , فإن عسل النحل يحتوي على ما يقارب من 21 % من الماء أما الباقي فهو سكر صافي ينتمي الى مجموعة الكربوناتيات أحادية التركيب و اهمها نوعان من السكريات هم : ما يسمى بالجلوكوز و الفركتوز , أو سكر العنب و سكر الفاكهة على التوالي بنسب متساوية تقريبا.
إن سكر الجلوكوز أو سكر العنب هو ذات السكر الموجود في الدم . والذي يتعامل معه الجسم , حيث يحيل الجسم كل السكريات و النشويات إلى هذا النوع من السكر , وحيث يتراكم في الدم فيتولى البنكرياس افراز هرمون يدعى الأنسولين يعمل على حرق جزء من هذا السكر
واحالته إلى طاقة حركية أو حرارية وما يتبقى يحيله إلى دهن يخزنه الجسم بين طياته.
فإذا ما جاع الإنسان أو صام أو قل رصيده من السكر فإنه يستهلك جزءا من الدهن المخزون , ويحيله إلى سكر يجري في الدم, ولكن دون معونة من هرمون الأنسولين .
إن سكر الفركتوز يشابه الجلوكوز ولكنه ليس بحاجه إلى هرمون الأنسولين للتعامل معه , ولعل هذا سر دعوة البعض ألى استعمال العسل الذي فيه السكر على هيئة الفركتوز بنسبة 40% تقريبا , ومع هذا فلا يصح ان ننسى الأربعين في المئة الباقية من سكر الجلوكوز الصافي الذي يضر بمرضى السكر , ويرفع نسبة سكر دمه في حال هو يفتقر فيه لهرمون الأنسولين الذي عجز البنكرياس عن افرازه.
ربما كانت السكريات الأحادية سهلة الهضم وهذا أحد أسرار فائدة العسل لمصابي الاضطراب الهضمي , أو مرضى الحميات و خاصة المعوية منها , ولكنه دون شك يتعارض مع طبيعة مرض السكر , ولهذا لا ينصح به أي طبيب
حمانا الله واياكم من جميع الأمراض والعلل