مرحبا ياشباب هاد أول موضوع إلي بتمنى أنو ينال إعجابكم

تعودت كل ليلة ان امشي قليلا فاخرج لمدة نصف ساعة ثم اعود وفي خط سيري كنت اشاهد طفلة لم تتجاوز السابعة من عمرها لفت انتباهي شكلها و ملابسها فقد كانت تلبس فستانا ممزقا حافية القدمين كان لها شعر طويل وعينان خضراوان ووجه اشبه بفلقة قمر
كانت في البداية لا تلاحظ مروري ولكن مع الأيام أصبحت تنظر إلي ثم تبتسم
في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها:فقالت أسماء،فسألتها: أين منزلكم؟ فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل،وسألتها عن أبيها ،فقالت: توفي في حادث مروري فمضيت في سبيلي ويوما بعد يوم كنت كلما مررت أستوقفها لأجاذبها أطراف الحديث وسالتها: ماذا تتمنين ياأسماء؟ فقالت:امنيتي أن أصحو كل صباح،لألبس ثياب المدرسة وأذهب وأدخل من هذا الباب لأعيش معهن،وأتعلم القراءة والكتابة.
لاأعلم ماذا جذبني الى هذه الطفلة الصغيرة،قد يكون تماسكها على الرغم من ظروفها الصعبة وقد تكون براءة الطفولة في عينيها لا أعلم حتى الآن السبب وكنت كلما مررت منالشارع أحضر معي هدية لها وقالت لي في احد الأيام انها قد تعلمت الحبكة والخياطة من جارتها وطلبت مني أن أحضر لها قماشاوأدوات خياطة فأحضرت لها سؤلها وطلبت مني شيئا غريبافالت لي:اريدك ان تعلمني كلمة (أحبك)
مباشرة جلست وإياها على الأرض،وبدأت أخط لها على الرمل كلمة أحبك حتى أجادت كتابتهاوفي إحدى المرات قالت لي أغمض عينيك فأغمضت عيني،وفوجئت بها تقبلني ثم تركض مسرعةوفي الغد توجب علي السفر لأمر طارئ لاسبوعين متواصلين لم أستطع ان أودعها فرحلت وكنتأعلم أنها ستنتظرني كل ليلة وعند عودتي لم أشتق لشيء في مدينتي أكثر من شوقي لأسماء فخرجت مسرعا وقبل الموعد كان الشارع هادئا،وعمود الأنارة الذي طالما جلسنا تحته غير مضاء،شعرت بشيء غريب أنتظرت كثيرا فلم تأتي هكذا لمدة خمس أيامفقررت زيارة بيتها استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية،طرقت الباب على استحياء فخرج خالد ثم خرجت امه وقالت لي ياألهي لقد حضرت،لقد وصفتك كما أنت تماما،ثم أجهشت بالبكاء علمت حينها أن شيئا قد حصل وعندما هدئت الأم قلت لها ماذا حصل بصوت خافت مرتجف وخائف. فقالت: لقد ماتت أسماء وقبل وفاتها قالت لي:سوف يأتي سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطه هذا،وعندما سألتها من يكون،قالت لي اعلم انه سيأتي،سياتي لامحالة ليسأل عني أعطه هذه القطعة،فسألت أمها ماذا حصل ،قالت لي:أحست ابنتي بحرارة شديدة فطلبوا مني مقابل الكشف مبلغا لاأملكه فتركتهم وذهبت الى احدى المشافي العامة فقدمو لها خدمة متواضعة فازدادت حالتها سوء فعدت بها الى المنزل وضعت لها الكمادات،لكن لافائدة،بقيت أسماء على هذه الحال ثلاثلة أيامفقررت العودة بها الى المنزل وفي طريقنانظرت إلى أسماء فأذا برأسها ينحني على صدري،صرخت بصوت عال،أسماء ،أسماء،لم تجبني،فأسماء تحتضر بين يدي،ثم أجهشت الأم في بكاء مرير،لقد ماتت أسماءلاأعلم لماذا خانتني دموعي لأني لم أستطع ان أبكي لم أستطع التعبيربدموعي عن حالتي حينها،لا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني،بل أخذت أمشي في الشارع ،فجأة تذكرت الشيئ الذي أعطتني إياه أم أسماء،فتحتها،فوجدتقطعة قماش صغيرة مربعة،وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة(أحبك)،نقشتها أسماء وقد أمتزجت حروفها بقطرات دم متخثرة،ياألهي،لقدعرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة،وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء،كانت أصابعها تتألم من وخزة الإبرةالتي كانت تستعملها للخياطة والتطريز،كانت أصدق كلمة حب في حياتي،لقد كتبتها بدمها،بجروحها،بألمها،كانت تلك اليلة آخر ليلة لي في ذلك الشارع فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى،فهو يحمل ذكريات جميلة،يحمل ذكريات ألم وحزنيحمل ذكرى أسماء.
وعندما كنت في عرض البحر ضمن سفينة قررت ان أرميها وقبل أن أرميها بكيت بكاء شديدا لاأعرف لماذا كنت أن أرميها ربما لأنه كانت تحمل اقسى الذكريات،فرفعت يدي عاليا،ورميتها في البحر،بعد أن كانت دموعي قد امتزجت بدم أسماء.
أسماء سامحيني فلم أعد احتمل الذكرى،أسماء سامحيني،فقد حملتني أكثر مما أتحمل أسماء سامحيني فانا لا أستحق الحرووف التي نقشتها،أسماء سامحيني،فأنت أغلى طفلة أحببتها في حياتي،أسماء سامحيني فأنا أحبك من كل أعماقي.

مشكور القصة بتبكي

شكرا ياشباب على المرور اللطيف منكن وبوعدكن بالمزيد انشالله